قراءة الأفكار: تعلم لغة الجسد وتعابير الوجه

استثمار فن التواصل غير اللفظي يمكن أن يكشف عن مشاعر ونوايا الأشخاص الحقيقية المختبئة وراء الأقنعة. استمتع بتعلم أسرار لغة الجسد لفهم الآخرين عميقًا

 0  264
قراءة الأفكار: تعلم لغة الجسد وتعابير الوجه
دليلك لفهم الآخرين: تعلم كيف تقرأ لغة الجسد وتعبيرات الوجه بدقة

 صوت الصمت: كيف يمكن للتواصل غير اللفظي أن يغير العالم

يعترف الواقع بأن معظم الأشخاص يختبئون وراء أقنعة اجتماعية في حياتهم اليومية. هذه الأقنعة تعبّر عن جوانب محددة من هويتهم وتمثل طريقة للتعامل مع العالم الخارجي والتفاعل مع الآخرين. هذا السلوك البشري يتسبب في مجموعة من التأثيرات والأسباب:

القلق من القبول الاجتماعي:

 الكثيرون يخشون ردود أفعال الآخرين إذا تمت مشاركة جوانب حقيقية من شخصيتهم. يرتديون الأقنعة لتجنب الاستنكار أو الرفض.

حماية الذات:

بعض الناس يستخدمون الأقنعة كوسيلة للحفاظ على حدودهم وحماية أنفسهم من التأثيرات السلبية للآخرين.

المثالية المجتمعية:

يمكن أن يشعر البعض بالضغط ليكونوا أشخاصًا مثاليين ومقبولين في المجتمع. يلجؤون إلى ارتداء أقنعة لتحقيق هذه المثالية.

الحماية من الألم:

 في بعض الأحيان، يخفي الأشخاص مشاعرهم الحزينة أو القلقية خلف الأقنعة حتى لا يفقدوا سيطرتهم أو يتعرضوا للجرح.

على الرغم من أن ارتداء الأقنعة قد يكون حلاً مؤقتًا للتعامل مع بعض التحديات الاجتماعية والعاطفية، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة. من الجيد أن نتعلم كيف نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين ونجد طرقًا للتعبير عن أنفسنا بطريقة صحية ومتوازنة.

إن إزالة القناع الذي ترتديه هو عملية تحتاج إلى وقت وجهد، ولكنها تستحق ذلك بشكل كبير. هذه العملية تبدأ بالصداقة مع نفسك والصدق مع ذاتك. إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في هذه العملية:

تحديد مخاوفك:

حاول تحديد الأشياء التي تخاف من الكشف عنها والأسباب التي تجعلك ترتدي القناع. هل تخاف من الرفض؟ أم من فقدان السيطرة؟ أم من التقدير السلبي؟

ممارسة الصداقة مع نفسك:

كن صادقًا مع نفسك وقدر نفسك كما هي. اعترف بأن لديك نواحي إيجابية وسلبية، وهذا أمر طبيعي. تذكر أنك ليس مثاليًا، وهذا ليس مشكلة.

المشاركة مع الأصدقاء المقربين:

ابحث عن أصدقاء مقربين يمكنك الثقة بهم ومشاركتهم مشاعرك وأفكارك الحقيقية. هؤلاء الأصدقاء سيدعمونك ويقدمون لك الدعم والفهم.

التطور التدريجي:

لا تتوقع إزالة القناع بشكل كامل في لحظة واحدة. يمكنك العمل على تطوير الثقة بنفسك والتعامل مع مخاوفك تدريجياً.

احتضان الأصالة:

عندما تتقبل نفسك كما أنت وتكون أكثر أصالة، ستجذب إلى حياتك الأشخاص الذين يقدرونك على حقيقتك.

إزالة القناع قد يكون تحديًا، ولكنها عملية تمنحك الفرصة لعيش حياة أكثر تواصلاً وسعادة بنفسك ومع الآخرين..

التواصل غير اللفظي

التواصل غير اللفظي هو نوع من التواصل يتضمن إشارات غير كلامية مثل لغة الجسد، وتعابير الوجه، وتعبيرات العين، والصوت، واللمس. يُعتبر التواصل غير اللفظي غالبًا أكثر أهمية من التواصل اللفظي، حيث يمكن أن ينقل مشاعر أكثر صدقًا ووضوحًا.

 

أنواع التواصل غير اللفظي

هناك أنواع مختلفة من التواصل غير اللفظي. بعض الأمثلة الشائعة تشمل:

لغة الجسد:

 تتضمن لغة الجسد حركات الجسم مثل وضعية الجسم، وتعبيرات الوجه، والتواصل البصري، والإيماءات. يمكن أن تخبرنا لغة الجسد الكثير عن مشاعر الشخص وموقفه. على سبيل المثال، قد يشير الرأس المنخفض والنظر إلى الأرض إلى الخجل أو الشعور بالذنب، بينما قد يشير الرأس المرفوع والنظر مباشرة إلى العين إلى الثقة والجرأة.

 تعابير الوجه:

تكشف تعبيرات الوجه الكثير عن مشاعر الشخص. على سبيل المثال، تشير الابتسامة إلى السعادة أو الرضا، بينما تشير العبوسة إلى الحزن أو الغضب.

تعبيرات العين:

تشير النظرة المباشرة إلى الثقة والصدق، بينما تشير النظرة الالتفافية إلى الخجل أو عدم الصدق.

الصوت:

يشير الصوت المرتفع إلى الإثارة أو القلق، بينما  يشير الصوت المنخفض إلى الهدوء أو الاسترخاء.

اللمس:

اللمس هو شكل من أشكال التواصل غير اللفظي حيث يعبر عن مجموعة متنوعة من المشاعر، مثل الحب والدعم والصداقة.

 إن فهم أنواع التواصل غير اللفظي وكيفية تفسيرها، تساهم في تحسين مهارات الاتصال لدينا وبناء علاقات أقوى مع الآخرين.حيث أن 65% من التواصل البشري يتم بشكل غيرلفظي، والمشكلة أنه ما يقارب 5% فقط من هذه الإشارات يتم استيعابها أو استقبالها بوضوح من طرف الآخرين. تتركز تلك النسبة الصغيرة بشكل رئيسي على الكلمات التي يتبادلها الناس بينهم، والتي غالبًا لا تعكس بدقة نواياهم الحقيقية أو مشاعرهم الحقيقية. ونحن نواجه صعوبة في التقاط تلك الإشارات غير اللفظية التي تكشف لنا عن ما يختبئ خلفها من رغبات وأفكار حقيقية.

 

كيف تسطيع تحديد الإشارات غير اللفظية واستخدامها لصالحك؟

لقد استطعت إتقان اللغة التي تستخدمها الآن من خلال سنوات من التدريب والممارسة، وتجارب متعددة مع معلميك. ولكي  تتقن أيضا اللغة الغير لفظية، يجب أن تكون مشغولا بذاتك أكثر من اهتمامك بالآخرين، لأن هذا الشيء يجعل من الصعب عليك اكتشاف الإشارات الرمزية.

يجب عليك أن تقبل أن أداء الأدوار وارتداء الأقنعة ضروري لبعض الوظائف الاجتماعية في الحياة، كما يجب عليك أن تبقى ملاحظًا ولا تأخذ مظاهر الناس على أنها واقع، لأنه إذا أعماك مهارات الإلقاء لدى الآخرين، لن تكون قادرًا على فك شفرة رغباتهم الحقيقية ومشاعرهم الحقيقية.

عندما كنا أطفالًا، كنا مراقبين بارعين للكبار، كنا نلاحظ مزاجهم، وتعابير وجوههم، وجميع الإيماءات الغير اللفظية. كأطفال، كنا نستطيع بسهولة أن نعرف إذا كان شخص ما يهددنا من خلال لغة جسده.

الأطفال يمكنهم بسرعة أن يروا خلف القناع الذي يعرضه شخص ما، إذن هي موهبة فطرية ضاعت عندما أصبحنا أكثر اهتمامًا بنضرة الآخرين إلينا.

كالأطفال عليك أن تخطو خطوات صغيرة، لترى تقدمًا صغيرًا يوميًا. في محادثة عادية مع شخص ما، حدد هدفًا لنفسك لمراقبة ما لا يقل عن 2-3 تعابير وجه تبدو مخالفة لما يقوله لشخص آخر.

ركز على وجه الشخص الذي تتحدث إليه وانتبه جيدًا إلى تعابير وجهه. ابحث عن ابتسامات مصطنعة، وتوتر عضلات الوجه، وتقلص الشفاه، وبداية تجاعيد الجبين، وتشمس، أو نظرة ازدراء، وغيرها من الدلائل الدقيقة. يجب أن تبقى مرتاحًا ومتيقظًا لأنه من الصعب عليه السيطرة على هذه التعابير الوجهية وكبت هذه العلامات لمدة طويلة.

جرب هذه الممارسة مع عدة أشخاص في محادثات مختلفة وبعد أن تجد أنه أصبح من السهل عليك التعرف على الإشارات الوجهة إنتقل إلى مرحلة التركيز على الصوت والانتباه إلى التغييرات الصغيرة في نغمة صوتهم، عندما يتحدث شخص عن موضوع حساس بالنسبة له يحاول التحدث بسرعة عند الكذب.

يجب أن تمارس هذه المراقبة وأنت محافظ على محادثة حيّة، إذا ما أخذت تحدق بهم ولم تقل شيئًا، سيتجمدون ويصبحون أكثر وعيًا بتعابير وجوههم وقد يكتشفون أمرك.

اجعلهم يعتقدون أنك تستمع لهم عن طريق تقليد حركاتهم أو الإيماء لهم في الوقت المناسب ودعهم يتحدثون بكل حرية. ستتعلم مع الوقت لغة تكشف عن نوايا الناس الحقيقية ومشاعرهم الحقيقية، إنها قوة خارقة.

في نفس الوقت راقب نفسك أيضًا، لاحظ متى تضحك بابتسامة مزيفة وتقول أنك توافق على شيء ما ولكن عينيك وتعابير وجهك تواصل شيء آخر. اعرف كيفية ردك تحت الضغط عندما تشعر بالعصبية أو تكذب على رئيسك أو شريك حياتك.عندما تكون واعيًا جدًا بإشاراتك غير اللفظية ستكون أكثر وعي وتنبه لإشارات الآخرين. وستكون قادرًا على قياس مزاج الناس الحقيقي ومشاعرهم ورغباتهم وعواطفهم.

كيفية فك تشفير سلوك شخص ما؟

غالبًا ما يعبر الناس عن رغباتهم الحقيقية عندما يكونون في حالة لا وعي، نعاس، توتر، إحباط، أو غضب، وبعد مرور تلك اللحظة المشحونة عاطفيًا، يميلون إلى تبرير ذلك بالقول إنهم لم يكونوا أنفسهم في ذلك الوقت،لكن الحقيقة أنهم كانوا على طبيعتهم الحقيقية أكثر من أي وقت مضى. لذا انتبه جيدًا إلى كلماتهم عندما يكونون في هذه الحالات، ستكون قادرًا على معرفة المزيد عن تلك الشخصية وستكون قادرًا على فك شفرة سلوكهم.

 

هناك دائمًا العديد من الأفكار التي تدور في عقول الناس ولكن من أجل النظام الاجتماعي لا يمكنهم التعبير عنها، بالمقابل يقدمون إشارات متباينة لصرف انتباهك، على سبيل المثال، سيقومون بتقدير عملك من خلال كلامهم ولكن لغة جسدهم ولهجة صوتهم تروي الحقيقة بشكل مختلف ستجده يحرك رأسه يمينا وشمالا و هو ما يعني أنه غير معجب بعملك في نفس الوقت تجده يقول لك بلسانه أنه سعيد بعملك و هما شيئان متناقضين تماما.

 

أما إذا كان الشخص يحبك، فإنه سيكشف عن مشاعره الدقيقة بأسلوب منفتح، ستكون ابتساماته أوسع، وسيشعر بالإثارة والحماس لبدء المحادثة، ستسترخي التجاعيد على جبينه وستظهر شفتيه بشكل كامل وتتسع عينيه، وهذه إشارات كلها تعبر عن صدق النوايا.

 

إذا كنت تشك في صدق شخص ما، فحاول مشاركة قصة نجاحك معه. إذا كان يكذب، فسوف تلاحظ تعبيرًا سريعًا لخيبة الأمل على وجهه. قد يجف صوته، ولن يتمكن من إخفاء تعبيره الحقيقي. سيحاول أن يغطيه بابتسامة مزيفة،لا تصل إلى عيونه.

 

يمكنك أيضًا مشاركة مصيبتك معه، ستلاحظ تعبيرًا دقيقًا للفرح في عيونه. لن يكون قادرًا على مقاومته، وستتوهج عيونه عند ذكر محنتك. سيحاول بسرعة إخفاءها بتعبير اجتماعي أكثر ملاءمة وفقًا للوضع.

 

من خلال الانتباه جيدًا إلى هذه العلامات غير اللفظية، ستصبح سيدًا لهذه اللغة وستكون قادرًا على التأثير في الأشخاص من خلال تقدير نواياهم ومشاعرهم الحقيقية والدفاع عن نفسك ضد الأعداء المحتملين.

 

في النهاية، من المهم أن تتذكر أن هذه مجرد نصائح عامة. ليس كل شخص يكذب سيظهر كل هذه العلامات. ومع ذلك، إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات، فمن الحكمة أن تكون حذراً وأن تشك في صدق الشخص.