علامات الكره الذاتي و كيفية التخلص منها؟

ماهو الحب الذاتي! تعلم كيف تبدل الكراهية الذاتية بالتطور والقبول، وكيف تكتشف حقيقتك وتحول حياتك إيجابيًا

 0  323
علامات الكره الذاتي و كيفية التخلص منها؟
علامات الكره الذاتي و كيفية التخلص منها؟

تحديد علامات الكره الذاتي واستراتيجيات التغلب على هذه المشاعر

من الطبيعي أن يكون لديك جوانب لا تعجبك في شخصيتك وتعتبرها نقاط ضعف، لكن عندما تُصبح هذه الجوانب هي الأساس في تصورك لذاتك،عندها تظهر المشكلة مما يؤدي إلى شعورك بالكره الذاتي.

و بينما يستطيع البعض تقبل أنفسهم و موازنة نقاط القوة والضعف في شخصيتهم،  هناك من يغمرهم شعور طاغي بالفشل والنقص. حتى مع تقدير واعتزاز المقربين بالنجاحات التي حققوها، يشعرون بأنهم عديمي القيمة ومليئين بالاشمئزاز من أنفسهم.

ولتجنب أن لا تكون منهم، من الضروري أن تعترف لنفسك أن اعتقاداتك ليست دائماً صحيحًا و أن رؤيتك لنفسك ليست دقيقة، ربما لأنك تركز على الجزء الذي تكرهه كثيرًا في شخصيتك، متناسيا جوانبك الإيجابية.

و بمجرد الاعتراف بأنك لست الحكم الأخير على قيمتك الشخصية، ستبدأ في إلقاء نظرة حاسمة على أفكارك والسلوكيات الناتجة عنها لتستطيع بعدها البدء في إحداث تحسينات مستمرة.

ما هو مفهوم الكره الذاتي؟

 يشير الكره الذاتي إلى الشعور بالعداء تجاه الذات، فكر في كل مرادفات كلمة الكراهية (الاشمئزاز، البغض، الازدراء، الخ) وتخيلها موجهة نحو نفسك، ستجدها تدل على مشاعر سلبية قوية، هذه المشاعر تظهر بطرق مختلفة حسب طبيعة كل شخص. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض العادات التي يشترك فيها جميع الأشخاص الذين يكرهون أنفسهم، بدرجات متفاوتة، وتتضمن:

  1. النقد المستمر للنفس، سواء كان صوتًا داخليًا أو تعبيرًا خارجيًا
  2. اللوم الذاتي
  3. العقاب الذاتي
  4. الانسحاب والعزلة
  5. تجنب المخاطر
  6. التوقعات المنخفضة للنفس

على الرغم من فهمنا لمعنى الكره الذاتي والتمييز بين أشكاله المعتادة، من الضروري فهم أسباب هذا السلوك.

ما هي علامات الكره الذاتي و كيفية التخلص منها؟

 للتغلب على الكره الذاتي، يجب التعرف أولاً على السلوكيات التي تثيره ومواجهتها ثم العمل على تحسينها بأسلوب يساعدك على رؤية الجوانب الإيجابية لنفسك.      

السلوك الأول : تميل إلى تحديد أهداف سهلة خوفًا من التعرض للفشل.

كونك تتوقع دائمًا الفشل أو وقوعك في أخطاء كبيرة، تجعلك تسعى لأهداف يسهل تحقيقها بأقل جهد ممكن. لا ترغب في أن يرى الآخرون أنك تسعى لهدف معين، خوفًا من ملاحظتهم للنتائج.

عندما تتخذ خطوة لتحقيق شيء مهم، تميل للكتمان. وفي حال الفشل، تفضل أن لا يكون أحد على علم بذلك.

وإذا وقعت في الفشل، تجد أن عدم وجود انتقادات من الآخرين هو التعويض الأفضل.

حل عملي: حدد أهدافًا أعلى وشارك الآخرين بأهدافك. قد يكون الأمر مخيفًا، ولكن مع الاستمرار وتعلمك من الأخطاء، تنمو قدرتك على التخلص من الخوف.

السلوك الثاني: تلقي اللوم على نفسك دائمًا عندما تسير الأمور على نحو سيء.

كلما حدث شيء لا ترغب فيه أو خطأ ما، تجد نفسك المسؤول الأول، حتى لو لم تكن السبب الرئيسي في ذلك. وربما تتهم نفسك عندما لا يكون هناك علاقة مباشرة بين الفشل وسلوكك.

بعدها ترى أنك السبب وراء كل فشل لأنك لا تحظى بالحظ الجيد أو لأنك تعتقد أنك تدمر كل شيء تقوم به. حتى لو كان السبب هو شخص آخر، تظن أنك كنت سببًا غير مباشر.

حل عملي:  قم بتقييم الوضع من منظور آخر، كأنك صديق حميم لنفسك، لا تحكم على نفسك بشدة. قم بتذكير نفسك أن ليس كل ما يحدث من فشل هو بسببك، و أن الأخطاء التي قد ساهمت فيها لا تحدد شخصيتك ككل.

السلوك الثالث: تعتقد أنك تستحق كل شيء سيء يحدث لك.

بما أنك ترى نفسك كأكثر الأشخاص مسؤولية، تعتقد أيضًا بأنك تستحق أي عقاب يأتي إليك. كل ما يحدث لك ويسبب الألم أو المعاناة، تراه كشيء تستحقه، أو أنه العقاب الإلهي الذي تستحقه. وحتى إذا شعرت بالاستياء من هذه المعاناة، فمن المحتمل أن تستمر في رؤيتها كدليل على ما تستحقه.

وإذا حدثت أمور جيدة، من ناحية أخرى، تعتقد أنها لن تدوم، و أنها معدة لشخص آخر ليستمتع بها. وليست من حقك أنت للاستمتاع بها.

حل عملي:  أدرك أن الأمور السيئة يمكن أن تحدث لأي شخص حتى أولئك الذين تراهم جيدين ويستحقون الخير. فما الذي يجعلك مختلفًا بحيث تتم معاقبتك خصيصًا؟ لا شيء. استمر في تذكير نفسك بهذا.

و عندما تسمح لنفسك بالشعور بالامتنان للأمور الجيدة وتعبر عن ذلك، ستتغير الطريقة التي ترى نفسك بها. ليس من الصدفة  أن تجتمع عندك الرغبة في تجربة شيء جديد مع استمرار الامتنان لنفسك.

السلوك الرابع: تبقى على مسافة من الناس.

بما أنك ترى فقط الجوانب السلبية في نفسك، فإنك تبقي الناس على مسافة منك. و لا تريد أن يعرفك أحد، لأنه بمجرد أن يتعرفوا عليك، تعتقد أنهم سيرون ما تراه. وسيغادرون.

سيغادرون فعلا لأنهم، (على عكسك) ليسوا ملزمين بك. يمكنهم رفضك والبحث عن شخص أكثر جاذبية لقضاء الوقت معه. لأنه بكل بساطة، تتوقع منهم أن يفعلوا ذلك بمجرد أن يروا ما تراه.

حل عملي:  تعلم من التجارب الماضية أن ليس جميع الأشخاص سيرفضون ما تراه من عيوب في نفسك (على الأقل ليس بنفس الشدة التي تراها). إذا رأوا المزيد من الأسباب للبقاء معك، دعهم يظهرون لك ما يرونه. وحاول تصديقهم.

السلوك الخامس: أنت في بحث دائم عن التقييم من الآخرين.

إذا لم تتمكن من العثور على تقييم لإنجازاتك من أفراد عائلتك المقربين أو أصدقائك، ستبحث عنه في أي مكان أخر بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي.

عندما تنشر شيئًا جديدًا، تحقق بشكل متكرر طوال اليوم لرؤية كيف رد الناس عليه.

من الطبيعي أن ترغب في أن يستجيب الآخرون بإيجابية (بدلاً من رد سلبي). ولكن عندما تصبح مهووسًا بشدة لهذا الردود، تعميك عن الأشياء الأكثر أهمية، وتترك قيمتك الذاتية تعتمد كثيرًا على كيف يستجيب الأشخاص الآخرون (بما في ذلك الغرباء) لشيء أنجزته أنت.

إذا كنت تكره نفسك بالفعل، سترى كل رد سلبي كتأكيد على أنك على حق في ذلك.

حل عملي:  بدلاً من البحث عن التأكيد لأفعالك، تصرف كأنك تعلم أنك تقدم مساهمة ذات معنى. عندما تنظر إلى نفسك كمساهم مهتم في العالم، لن يكون لديك الكثير من الاهتمام بما يفكر فيه الآخرون.

السلوك السادس: لديك صعوبة في قبول الإطراء. 

بما أنك أكثر عرضة لتأخذ التعليقات السلبية بجدية، فإنك غير مرجح أن تأخذ الإطراء الصادق على محمل الجد.

لذا، عندما يعترف لك شخص ما بشيء يعجبه فيك، تجد صعوبة في تصديقه. كلمات الثناء ترتد عنك، بينما كلمات النقد والإدانة تصل مباشرة إلى قلبك. لأنها تبدو أكثر صدقًا وتستحق القبول، ويمحو تصريح سلبي واحد بسهولة مئة تصريح إيجابي.

حل عملي:  قبل الإطراء، حتى إذا كنت تشك في صدقه. اسمح لنفسك بالاعتقاد أن الآخرين يرون هذا الخير فيك. واسمح لنفسك بالشعور بالامتنان لما يرونه. ثق في الأشخاص الذين يثقون بك.

السلوك السادس: ترفض أن تغفر لنفسك (أو للآخرين) عن الأخطاء الماضية.

من السهل أن تكره نفسك عندما تتمسك بخطأ ماضي أو فشل كدليل على عدم جدارتك. ومن السهل أن تمنع الغفران لنفسك عندما يبرر الجرم الاستمرار في الكره الذاتي.

الغفران يحدث تغييراً، وإذا لم تكن مستعدًا لذلك، ستتمسك بما هو مألوف. يمكنك أن تغفر للآخرين، فمنح نفسك نفس الرحمة.

في اللحظة التي تقرر فيها أن تغفر لنفسك وتتجاوز أخطاءك وفشلك الماضي، يجب عليك أيضًا أن تتحمل المسؤولية الشخصية عن سلوكك الحالي والخيارات التي تتخذها في المستقبل.

حل عملي:  مهما فعلت الآن وفي المستقبل، أنت قادر تمامًا على فعل شيء مختلف كما أنت قادر على فعل الأشياء نفسها التي أبقتك عالقًا.

سواء كنت تغفر لنفسك أو لشخص آخر، فإن المسامحة يمكن أن تغير كل شيء. استخدم التسامح كأداة.

كيف تقلب الصفحة وتتغلب على مشاعر كره الذات؟

أنت لست عبدًا للأشياء التي لا تحبها في نفسك. وبينما قد تجد بعض الرضا المنحرف من أن يتم النظر إليك باعتبارك "روحًا معذبةً"، أنت لست ملزمًا بأن تعيش حتى تتناسب مع هذا الاسم. نوصيك بأن تسعى للعكس.

أنت لم تولد لتكون من يكره نفسه أو يعاقب بلا توقف. لقد وُلِدت لتتعرف بشكل أفضل على الحب وتجربه. لأنه جوهرك.

الكراهية الذاتية تبقيك معزولًا عن هذه الحقيقة بحيث تختبر فقط ما تسمح به تصوراتك الملتوية.

لماذا تتمسك بتلك التصورات الكاذبة؟ استيقظ وأدرك كيف كنت تخدع وتؤذي نفسك بالأكاذيب. اكتشف جذور أعراض عقدة الضحية لديك وابتكر شخصية جديدة أكثر حبًا لنفسها.