كيف نتخلص من الماضي؟

كيف تتخلص من الهموم الماضية والتوتر المستقبلي من خلال التركيز على اللحظة الحالية. سنشجع على تجربة السلام الداخلي بإستخدام طرق عملبة في هذا المقال

 0  92
كيف نتخلص من الماضي؟
كيف نتخلص من الماضي؟

التخلص من الماضي: الخطوة الأولى نحو الحياة الجديدة

بإمكانك وضع الماضي جانبًا، ولا تقلق، ستبدو الأمور دائمًا مختلفة عما توقعته، لأن كل توقعاتنا مبنية على تجارب الماضي. والمدهش هو أن هذا الأمر سيكون أفضل بكثير من أي شيء قد علمناه من الماضي أو حتى مما خططنا له في مستقبلنا! لا تقلق، ستجد كل ما تحتاج إليه وأكثر.

عندما نتحدث عن التخلص من الماضي، نشير إلى عملية تحرير أنفسنا من أثر الأحداث والتجارب السلبية التي مررنا بها سابقا. إنها خطوة أساسية نحو الارتقاء بحياتنا والسماح لأنفسنا بالنمو والتطور. في هذا المقال، سنستعرض الخطوات الرئيسية للتخلص من الماضي وكيفية تطبيقها في حياتنا اليومية.

 

قبول الماضي بكل مكوناته

للبدء في التخلص من المشاعر التي تعرضنا لها في  الماضي، يجب أن نبدأ بقبولها كما هي بكل مكوناتها. إنها خطوة ضرورية لفهم كيف أثر الماضي على من نحن اليوم. قد يكون الماضي مليئًا بالأحداث السلبية والإيجابية، ولكنها جميعًا جزء من رحلتنا, ولكي نفهم هذا الكلام بشكل عملي سأعطيك مثالا حيا:

"عندما نخسر شخصاً عزيزاً علينا، تنشأ لدينا مشاعر الحزن والألم، ونحاول بجدية أن ننسى الشخص والأماكن والأشياء التي ترتبط به، على أمل أن نتخلص من هذا الحزن. ولكن السلوك الصحيح هو تذكره والسماح لأنفسنا بتجريح مشاعر الحزن عن طريق البكاء وإفراغ الدموع مرة واحدة." . 

عندما نتقبل الماضي بكل مكوناته، نعطي لأنفسنا الإذن بمعالجة الألم والعتاب والغضب الذي قد نشعر به نتيجة لتلك الأحداث. إنها فرصة للشفاء والتعافي. يجب أن ندرك أن قبول المشاعر المترتبة عن مواقف الماضي لا يعني الموافقة عليها، بل يعني السماح لأنفسنا بالتحرر من أثارها الضارة على حياتنا:

  1. إذا كنت قد مررت بانفصال عاطفي في الماضي، فكر بصدر رحب حيال هذه التجربة. اعترف بمشاعر الحزن والألم التي شعرت بها، وحاول فهم كيف أثر هذا الانفصال على نموك الشخصي. على سبيل المثال، قد تكون تعلمت مهارات جديدة في التعامل مع المشاعر و تقييم العلاقات العاطفية المستقبلية.
  2. ابدأ بكتابة ملاحظات حول مشاعرك وأفكارك المتعلقة بالتجارب الماضية. على سبيل المثال، إذا كنت قد فقدت شخصًا عزيزًا عليك، يمكنك كتابة اللحظات الجميلة التي قضيتها معه  و المواقف الطريفة التي مررتم بها سويا وكيف شعرت في تلك اللحظات، وكذلك كيف تأثرت بفقدانه.
  3. إذا كنت تجد صعوبة في التعامل مع الماضي والمشاعر القوية، إبحث عن دعم إضافي. يمكنك التحدث مع أصدقائك المقربين ومشاركة مشاعرك معهم. إذا لزم الأمر، قد تنظر في البحث عن مساعدة من محترف نفسي أو مستشار علاقات للمساعدة في التعامل مع المشاعر والتحسين الشخصي.

 

استفد من الدروس

بعد قبول الماضي، يجب أن نبدأ في استخلاص الدروس من تلك التجارب. يجب علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا تعلمنا من الماضي؟ كيف يمكننا استفادة من هذه الدروس في حياتنا الحالية والمستقبلية؟ الدروس التي نستفيدها من الماضي تساعدنا في اتخاذ قرارات أفضل وتحقيق نجاح أكبر:

  1. قم بكتابة قائمة بالدروس التي تعلمتها من تجاربك الماضية.
  2. حاول تحديد كيف يمكنك تطبيق هذه الدروس في حياتك اليومية.
  3. ابحث عن قصص نجاح لأشخاص تأثروا بتجاربهم السابقة وتمكنوا من تحقيق أهدافهم.

 

الشفاء من الألم

قد يكون الماضي مؤلمًا ومحطمًا في بعض الأحيان. إن الخطوة التالية في عملية التخلص من الماضي هي العمل على الشفاء. يجب علينا أن نبحث عن طرق لمعالجة الألم والجراحات التي تركها الماضي في قلوبنا وعقولنا:

  1. ابحث عن مساعدة محترفة إذا كنت بحاجة إلى ذلك، مثل الاستشارة النفسية أو العلاج.
  2. قم بالمشاركة في أنشطة تهدف إلى تحسين الصحة العقلية والعاطفية، مثل ممارسة اليوغا أو التأمل.
  3. تحدث مع أصدقائك وأحبائك عن مشاعرك وأفكارك، فالدعم الاجتماعي يلعب دورًا كبيرًا في عملية الشفاء.

العيش في اللحظة الحالية

تعيقنا غالبًا أفكار المستقبل وأحداث الماضي عن العيش في اللحظة الحالية. إنه مهم أن نتعلم كيف نجعل أنفسنا حاضرين ومتواجدين في كل لحظة من حياتنا. هذا يعني التفكير فيما نستطيع فعله اليوم لتحقيق السعادة والنجاح:

  1. ممارسة التأمل والتركيز على التجربة الحالية دون التفكير بالماضي أو المستقبل.
  2. قم بإعداد أهداف يومية صغيرة وحاول تحقيقها.
  3. امنح نفسك بضع دقائق يوميًا للاستمتاع باللحظات البسيطة والتقدير لما تملكه حاليًا.
  4. صياغة مستقبل مشرق وتطبيق الخطوات

بعد استفادة من الدروس والشفاء والعيش في اللحظة الحالية، نصبح قادرين على صياغة مستقبل مشرق. يمكننا تحديد الأهداف والتخطيط لتحقيقها. إليك بعض الحلول العملية لتحقيق ذلك:

 

حدد أهدافًا واقعية:

قم بتحديد أهداف قابلة للتحقيق ومحددة بشكل واضح. اكتبها وضعها في مكان مرئي لتذكير نفسك بها يوميًا. ابتعد عن وضع أهداف لا تتناسب مع واقعك، واختر أهدافًا تلهمك وتحفزك على العمل.

 

خطط للخطوات:

لا تترك الأهداف تعلق في الهواء. قسّمها إلى خطوات صغيرة وملموسة يمكنك تحقيقها تدريجيًا. هذا سيجعل تحقيق الأهداف أسهل وأكثر إمكانية. قم بإعداد خطة زمنية تحدد مواعيد تنفيذ الخطوات.

 

اعتمد التفاؤل:

حافظ دائمًا على تفاؤلك وتصور نجاحك. يمكن أن يكون التفاؤل دافعًا قويًا لتحقيق الأهداف. توقع أن الأمور ستسير بشكل جيد وأنك ستتغلب على التحديات.

 

تعلم من التجارب:

لا تخشى الفشل. اعتبر أي تجربة غير ناجحة فرصة للتعلم والتحسن. قد تواجه تحديات وعقبات في رحلتك نحو تحقيق الأهداف، ولكن من خلال التعلم من التجارب السابقة، يمكنك تجنب الأخطاء المشابهة والنمو كشخص.

 

باعتبارك قادرًا على تطبيق هذه الحلول، ستجد أنك تستطيع بالفعل التخلص من الماضي والارتقاء بحياتك نحو المستقبل الأفضل الذي تستحقه. لا تنسى أنه لا يوجد وقت محدد للبدء، فابدأ اليوم وحقق التغيير الإيجابي في حياتك. السماح للماضي بالذهاب يمنحك الفرصة لبناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا.

عندما نضع الماضي حقًا وراء ظهورنا، نخوض في المجهول، وقد يكون هذا المجهول مخيفًا قليلًا، ولكن ما نجده ليس أبدًا مخيفًا. بل نجد كل ما كنا نبحث عنه. ليس هناك حاجة لأي شيء من الماضي، وليس هناك حاجة أيضًا لوضع خطط مستقبلية للحماية. لا نفقد شيئًا عندما نفعل ذلك، مهما بدا لنا أننا سنفقده.

كيف نتخلص من الماضي؟

لكن كيف نفعل ذلك؟ كيف نضع الماضي جانبًا؟ هناك العديد من الطرق لممارسة ذلك (ممارسة فعلية). إليك إحدى الطرق التي أجد أنها مفيدة ومشوقة:

إجلس براحة لبضع دقائق، ولكن لا تكن مرتاحًا لدرجة تشعرك بالنوم. قم بإخراج نفسك من الاستيقاظ العقلي والبدني وضعها أمامك. تخيل أنك تخاطب نفسك وكأنه شخص آخر مشابه لك تمامًا. قل لنفسك: "خلال الدقائق القليلة القادمة، سأضع جميع أفكار الماضي والمستقبل جانبًا، وسأترك جميع همومي وعدائي وأمور الندم والخوف خارج عتبات عقلي."

قل لنفسك مرة أخرى :"إنه يمكنك أن تلتقطها جميعًا مرة أخرى عندما تنتهي، ولكن الآن، ستضعها فقط في مكان ما بجوارك".

بعد ذلك، اجلس واستمع إلى داخلك. ستتدفق إليك أفكار الماضي والمستقبل، ولكن قم بتذكير نفسك مرارًا وتكرارًا بأنك وضعت هذه الأفكار جانبًا لبضع دقائق. حينها، يمكنك التعامل مباشرة مع أي فكر يتبادر إلى ذهنك قائلًا: "أراك. لا بأس. أنتي في مكان ما لبضع دقائق فقط. يمكنني أن ألتقطك مرة أخرى لاحقًا إذا أردت."

هذا النهج يساعدك على تفريغ مشاعرك وأفكارك بشكل مؤقت، مما يمنحك فرصة لتحقيق الهدوء الداخلي والاستماع إلى ذاتك بدون تشتيت من الأفكار المزعجة.

 أنت بهذا الفعل لا تحاول أن تجعل عقلك خاليًا تمامًا من الأفكار. ما تحاول فعله هو تهدئة عقلك حتى تصبح  أنت واعيًا بأفكارك الحقيقية والهادئة. هذه الأفكار السليمة دائمًا تتسم بالسلام والهدوء. أما الأفكار الأخرى فهي مثل السحب التي قد تحجب هذا السلام عن وعيك.