أكتشف شخصيتك الحقيقية من خلال لونك المفضل
الألوان تلعب دورًا كبيرًا في حياتنا، من تصميم المساحات إلى العلامات التجارية. كيف تأثر الألوان على نفسيتك و افهم عمق علاقتها بعلم النفس الشخصي.

أكتشف شخصيتك الحقيقية من خلال لونك المفضل
تلعب الألوان دورًا مهمًا في حياتنا أكثر مما نتوقع. حيث نلاحظ اهتماما المصممين بتفاصيلها من ظلال ودرجات عند تصميم المساحات, أو في تطوير العلامات التجارية للشركات التي تختار ألوان محددة لمنتجاتها لإضفاء قيمة معينة.
ولكن، هل تساءلت يومًا ما عن العلاقة بين الألوان وعلم النفس الشخصي؟
سنحاول فهم هذا الجانب بشكل أعمق في الأسطر القادمة، و ستكون لديك رؤية أوضح عن علم الألوان وتأثيريها على شخصيتك.
هل تستطيع الألوان كشف أسرار شخصيتنا الحقيقية ؟
إلى حد ما، يبدو أن الألوان التي نفضلها تحمل معها رسائل خفية عن أنفسنا، على الرغم من أن هذا الطرح لم يتم تأكيده علميًا، حتى أن بعض الناس يطلقون عليه مصطلح "خرافات" .
ومع ذلك، فقد تزايد الاهتمام حول كيفية تأثير الألوان على أنماط الشخصية واتخاذ القرارات مما جعله مجال بحث متطورو أكثر جاذبية لأنه متغير مع مرور الوقت.
لذلك ننصحك، أن لا تعتمد عليه بشكل كامل كدليل، وأن لا تتجاهله بالكامل أيضًا. لأنه يعتبر مفتاحًا لفهم بعض جوانب الشخصية، كما يوفر بعض الرؤى حول طابع الفرد، بما في ذلك شخصيتك أنت!
الأزرق: لون الوفاء والعاطفة في شخصيتك
تعتمد جامعة ولاية ميشيغان على نظام "Real Color" كأحد الأدوات المتميزة المستخدمة لتحليل الشخصية في برامجها.
فالأشخاص الذين الذين يفضلون اللون الأزرق في هذا النظام، تتميز شخصياتهم بالحماس والتعاطف، ويتمتعون بقدرة كبيرة على التواصل والرحمة. كما يتميزون بالصدق والإبداع والتفاؤل.
وتشير الدراسات إلى أنهم يتسمون بتوجه فني عالٍ، ويميلون إلى العاطفية أكثر من الآخرين.
تاريخيًا، يرتبط اللون الأزرق بالثقة والولاء. وهو ما يبرر استخدامه بكثرة في شعارات المؤسسات المالية والقانونية، نظرًا لما يرمز إليه من ثقة. ويعتقد أن هذا اللون منعشًا للنفس وله القدرة على تقديم الراحة.
الأحمر: نار الشخصية والعاطفة القوية
الأشخاص الذين يعشقون اللون الأحمر يتميزون بقوة شخصيتهم المليئة بالحيوية والنشاط. يشبهون التنانين في الحماس والجرأة. غالبًا ما يتمتعون بشغف كبير ونشاط لا ينطفئ، و قادرين على تحفيز وقيادة الآخرين بكل سهولة.
وعلى الرغم من أنهم أكثر عرضة للغضب من غيرهم، إلا أن الشخص المتوازن فيهم يعبر عن طموحه وإصراره بشكل منضبط و متزن، دون الوقوع في فخ الاندفاعية و التسلط.
لكن، من المهم أن نعرف أن الألوان لها ارتباطات ثقافية عميقة تؤثر على المواقف والتفسيرات.
كمثال، يُعتبر اللون الأحمر في بعض الثقافات الآسيوية رمزًا للحظ الجيد والثروة. أما في الثقافة الغربية، فله دلالات متعددة ترتبط بالقوة والعدوانية والعاطفة.
لذلك، لا تتسرع في الاستنتاجات، لأن هذا اللون قد يعكس العديد من الجوانب المتنوعة للشخصية بحسب التربية و البيئة الثقافية.
الأسود: قوة الرصانة والأناقة
يعكس اللون الأسود في عالم الألوان الشخصية عمقًا وحزمًا لا يمكن تجاهلها. يحظى "Melanophil" أو الأشخاص الذين ينجذبون للأسود، بشخصية معروفة بالحزم والاستقلالية والتصميم. هذا اللون، الذي يشتهر برصانته، يرتبط بشكل قوي بالأناقة الجادة ، الهدوء، والثقة في النفس.
ورغم ذلك، يُساء فهم محبي هذا اللون في بعض الأحيان، حيث يُرى أنهم أقل انفتاحًا أو غامضين في بعض الأحيان. وفي بعض الأوقات، قد يتم رؤية هذه الشخصية غير آمنة ومشبوهة أو كمغرورة و متحفظة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك قوة ملموسة يتمتع بها محبو اللون الأسود. فغالبًا ما يتمتعون بشغف غير محدود تجاه الأمور التي يؤمنون بها، مما يجعلهم قادة متميزين ورواد أعمال ناجحين. ولهذا السبب، نجد العديد من الشخصيات البارزة، قد اختاروا اللون الأسود كرمز لبساطتهم وتميزهم.
الوردي: البراءة وعدم الاكتراث
يعبر اللون الوردي عن الحنان والرقة. من الشائع أن يرتبط الأشخاص الذين يفضلون هذا اللون بالرومانسية والعاطفة الرقيقة. إنهم أولئك اللطفاء الذين يحلمون ويؤمنون بقوة الحب و الذين لن يفكروا بإيذاء شخص آخر.
عشاق اللون الوردي يتميزون بقدرتهم على التقاط أنواع مختلفة من العواطف ويحرصون على تقدير الجمال في الأمور الصغيرة. هم، في الغالب، أرواح حالمة ووديعة ولديهم قدرة فريدة على العيش بحب وإخلاص.
ومع ذلك، يكون الأشخاص الذين يندرجون تحت الجانب الداكن لشخصية عاشقي اللون الوردي حساسين بشكل مفرط، مما يجعلهم عرضة للأذى العاطفي. إضافة إلى ذلك، قد يشعر بعضهم بأنهم غير مفهومين أو محدودي الرؤية بسبب تقييم الآخرين لهم.
اللون الوردي، هو مثال ممتاز على الليونة الثقافية والسياقية لعلم نفس الألوان، لأن الفهم الشائع لهذا اللون قد تغير بشكل كبير خلال الثمانين سنة الماضية، حيث كان يُعتبر رمزًا للقوة والذكورة، بينما في العصر الحديث أصبح يمثل الرقة والحنان. هذا يظهر كم هي متغيرة ونسبية تصوراتنا للألوان والتفسيرات التي نقدمها لها.
عند زيارتنا لقسم الرضع في المستشفيات، نقبل قاعدة عامةً وهي أن اللون الوردي للبنات واللون الأزرق للأولاد. السبب في ذلك هو أن اللون الوردي، كونه لونًا أكثر رقة وأناقة، يكون أجمل للفتاة، بينما اللون الأزرق، الذي هو أكثر تحديدًا وقوة، يكون أكثر ملائمة للصبي.
الأهم من ذلك، يجب أن نتذكر أن التفسيرات التي نمنحها للألوان هي في النهاية نتيجة للثقافة والتجارب الشخصية، وهي قابلة للتغيير والتطور عبر الزمن.
الأخضر: النمو والتجديد والتوازن
إذا كان اللون الأخضر هو لونك المفضل، فمن المحتمل أنك طبيعي ومثالي قد تكون أيضًا هادئ العقل، منطقيًا ومبتكرًا. وذلك لارتباطه الوثيق بالطبيعة، مما يجعله رمزًا للحياة والنمو والتجديد. هذا اللون يتنفس الحياة والحيوية ويشير إلى التوازن والاستقرار.
الأشخاص الذين يفضلون اللون الأخضر عادة ما يشتهرون بالمعرفة ويبحثون باستمرار عن إجابات لألغاز الحياة الصادمة، يسعون دائمًا لتطوير أنفسهم وتعميق فهمهم للعالم من حولهم.
عشاق اللون الأخضر يتميزون بقوة الشخصية والقدرة على تنظيم المشاعر والتفكير خارج الصندوق. إنهم أيضًا أصدقاء داعمين يمكنهم أن يفعلوا المستحيل لتقديم المساعدة.
البرتقالي: النشاط والطاقة الحيوية
اللون البرتقالي يمثل التحفيز والحيوية والحماس. إنه لون الشمس ويجمع بين خصائص الأحمر والأصفر، مما يعطيه طابع الحماس والدفء في نفس الوقت.
الأشخاص الذين يميلون إلى اللون البرتقالي عادةً ما يكونون شخصيات مرحة و متفائلة، عفوية وذكية، كما أنهم غالبًا ما يكونون متفتحين ومستعدين لتجربة أشياء جديدة. هذا الاهتمام بالمغامرة والاستكشاف يمكن أن يجعلهم يبحثون دائمًا عن تجارب جديدة وفرص للتعلم والنمو.
محبو اللون البرتقالي الزاهي معروفين أيضًا بأنهم مغامرين ومرحبين. لذلك قد يعانون من تقلبات المزاج وقد يكون لديهم صعوبة في التحكم في انفعالاتهم في بعض الأوقات، لأن الحماس الزائد يجعلهم يغفلون عن التفاصيل الدقيقة أو يتجاوزون بعض الحدود لتصبح الأمور صعبة وغير مسئولة.
الأصفر: الفرح والتفاؤل والطاقة الإيجابية
على الرغم من أنه مرتبط بالشمس والذهب وفصل الربيع والصيف، إلا أن قليلًا هم الذين يذكرون أن اللون الأصفر مفضل لديهم. هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يراهم الأصدقاء والعائلة، على أنهم مصادر للحب و للنور، وأشخاصًا مشرقين ومتفائلين.
سمات أخرى إيجابية لمحبي اللون الأصفر تشمل أنهم متسامحون، ومحبون للمرح، وذوي دعابة ساحرة.
ومع ذلك، يمكن أن يميل بعضهم إلى النشاط الزائد والتحدث كثيرًا، مما يجعلهم في بعض الأحيان يعطون الانطباع بأنهم لا يأخذون الأمور بجدية أو أنهم سطحيين و جبانين.
من اللافت للانتباه أن الأشخاص الذين يميلون نحو اللون الأصفر يمتلكون شغفًا كبيرًا للتعلم، لأن الأصفر يعزز القدرة على التركيز والتفكير السريع. ولذلك، يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يكونوا مهتمين بالأدب، العلوم، أو أي مجال آخر يتطلب التفكير النقدي.
الأبيض: النقاء والبساطة والتجديد
في الثقافات المختلفة، يُعتبر اللون الأبيض رمزًا للنقاء والبراءة والسلام، يُمثل البساطة والتجديد.
الأشخاص الذين يختارون اللون الأبيض فوق الألوان الأخرى يميلون إلى الوضوح في حياتهم ولديهم مبادئ قوية. هؤلاء الأشخاص يقدرون البساطة ويتجنبون التعقيدات غير الضرورية.
في بعض الأحيان، الأشخاص الذين يميلون نحو اللون الأبيض قد يكونون منتقدين وحذرون بشكل مفرط، مما يجعلهم يفوتون فرصًا قد تكون مثمرة.
من اللافت للانتباه أن اللون الأبيض ليس لونًا مفضلًا يتمسك به معظم الناس لفترات طويلة. حيث أن معظم الأشخاص يتمسكون باللون خلال فترات الانتقال أو عندما يبحثون عن الهدوء في جميع جوانب الحياة.
البني: الاستقرار والواقعية
لون الأرض، هو لون آخر غير مفضل لدى العديدين، لكن الأشخاص الذين يفضلونه يرتبطون غالبًا بالاستقرار، والواقعية، والدفء. يُعتبر هذا اللون رمزًا للثقة والتواضع والتوجيه.
من الصعب العثور على الكثير من المعلومات حول سمات الأشخاص الذين يعشقون اللون البني. السمات الوحيدة الموجودة هي أنهم يُظهرون تمسكًا بالواقع ويتجنبون التسويف والهروب منه.
في الجانب السلبي، قد يُعتبر الأشخاص الذين يميلون نحو اللون البني في بعض الأحيان محافظين أو غير مستعدين للتغيير. يتجنبون المغامرة و الاختلافات الجذرية في حياتهم، ويفضلون المسار المعروف والمألوف ويتمسكون بالقيم التقليدية.
الأرجواني: الروحانية والغموض
اللون الأرجواني يتمتع بتاريخ معقد مرتبط بعدة خصائص وعواطف بجانب القوة والثروة والروحانية. فهو لون الملوك والكهنة والفنانين.
الأشخاص الذين يحبون اللون الأرجواني، عادةً ما يكونون عميقين ويبحثون عن المعنى والغرض من الحياة، خياليين يميلون إلى التعقيد و يتمتعون بالتأمل والفلسفة و الذكاء.
إن محبي اللون الأرجواني أيضًا جذابين يعبرون عن أنفسهم بطرق فريدة وإبداعية، سواء من خلال فنونهم، أو طريقة لبسهم، أو حتى من خلال أفكارهم وآرائهم. و لديهم حس خيالي قوي، حيث يرون العالم من خلال عدسة ملونة بالأحلام والأماني.
في الجانب السلبي، بشكل مثير للاهتمام، الأشخاص الذين يحترمون اللون الأرجواني قد يجدون صعوبة في التواصل مع الآخرين على مستوى أكثر سطحية، فهم يبحثون عن التواصل العميق والمعنوي.
الأرجواني هو لون يمثل التوازن بين السماء والأرض، بين الروح والمادة. لذلك، لا يُفاجئك أن يرتبط اللون الأرجواني تقليديًا بالعرش والفخامة والروحانية.
التركواز أو الأزرق الأخضر: السكون والابتكار
يكتسب شهرة في سباق الألوان المفضلة، يزعم العديد من الأشخاص أن هذا اللون هو لونهم المفضل. اللون التركواز أو الأكوا يجمع بين طاقة اللون الأزرق الهادئ وحيوية اللون الأخضر، مما يخلق توازنًا بين الاسترخاء والنشاط. هذه الخلطة من الألوان تمثل الشفاء والتجديد والابتكار.
إذا كان اللون التركواز هو ما يروق لك، فأنت من بين الأشخاص الذين يتميزون بروحهم الشابة ونظرتهم المتجددة للحياة. يمكن أن تكون مهذب ومنظم، مع التقدير العميق للحياة والطبيعة تسعى للتوازن والتجانس في حياتك، وتقدر الهدوء والراحة سواء كان ذلك في العلاقات الشخصية أو في العمل أو في الهوايات.
لديهم تقدير خاص للجمال والأناقة، وقد يكونون دائمًا في سعيهم لإيجاد الهدوء والتوازن في كل شيء حولهم. يميلون أيضًا إلى البحث عن التجديد والشفاء.
من ناحية أخرى، كما هو الحال مع ألوان الشخصية الأخرى، قد يكون للون التركواز عيوبه. الأشخاص الذين يحبونه قد يكونون غالبًا عنيدين أو يجدون صعوبة في التكيف مع التغيير. وفي بعض الأحيان، خجولين أو يتمتعون برومانسية زائدة.
في النهاية
يمكن القول إن الألوان لها قيمة نسبية تعتمد على الثقافة، الزمان، والمكان. الاهتمام الشديد بلون معين في فترة زمنية قد ينتج عن التغيرات الثقافية، الاجتماعية، أو الاقتصادية في المجتمع.
في معظم الاستطلاعات والدراسات التي أُجريت حول الألوان المفضلة، ظل اللون الأزرق دائمًا في المقدمة. فالأزرق يعتبر لونًا هادئًا وملهمًا ويرتبط عادةً بالسماء والبحر، مما يجعله مرتبطًا بشكل إيجابي في عقول الكثير من الناس.
ومع ذلك، كما ذكرت، هناك ألوان كانت رائجة في فترات معينة لكنها فقدت شعبيتها مع مرور الوقت. يمكن أن يكون ذلك نتيجة للتغيرات الثقافية أو بسبب تأثير وسائل الإعلام و المؤثرين.
التغيرات في أفضلية الألوان من فترة إلى أخرى هي جزء من ثقافة المجتمعات. فهي تحمل معانٍ ورموزًا تتغير بمرور الوقت وتعتمد على السياق الثقافي والتاريخي.
من الجدير بالذكر أن الألوان لديها تأثير عميق على نفوسنا وعلى كيفية رؤيتنا للعالم. يعكس اللون المفضل لنا جزءًا من شخصيتنا وتقييماتنا وشعورنا بالراحة في محيطنا. وفي الثقافات المختلفة، قد تكون هناك معانٍ مختلفة للألوان التي نراها.
ومع ذلك، كما أشرت، يجب أن نتعامل مع علم النفس و الألوان بحذر. فالألوان يمكن أن تكون قوية ومؤثرة، ولكنها ليست دليلاً قاطعًا على شخصية الفرد أو تصرفاته. كل إنسان فريد من نوعه، و ألوانه المفضلة هي فقط جزء صغير من التعقيد الذي يتمثل فيه الإنسان.
لذلك، بينما يمكن أن تكون الألوان أداة مفيدة لفهم أنفسنا والآخرين بشكل أفضل، فإنه يجب علينا أن نتذكر أنه لا ينبغي الاعتماد عليها بشكل حصري أو النظر إليها كحقيقة نهائية. في النهاية، نحن نعيش في عالم ملون وغني بالتنوع، والألوان هي فقط واحدة من الطرق المتعددة التي نتفاعل من خلالها مع هذا العالم.